السبت، 19 ديسمبر 2015
اول مدرسة في التاريخ
تعتبر حضارة وادي الرافدين من اقدم الحضارات التي عرفتها البشرية ففيها سنت اول شريعة للبشرية وفيها خط اول حرف وفيها اخترعت اول عجلة وفيها انشأت اول مدرسة .
أن الالواح الطينية التي استخرجت من تحت الارض في جنوب العراق تعتبر من الوثائق السومرية التي كتبت قبل 5000 عام والتي اظهرت ان اول مدرسة أنشأت في التاريخ كانت في بلاد ما بين النهرين من قبل السومريون وهم اول الاقوام التي عرفت الكتابة وطوروها والتي اعتبرت الثمرة الاولى لتأسيس المدرسة السومرية وهي من اعظم انجازات الحضارة البشرية منذ قرون .
من الالواح الطينية التي عثر عليها اثناء التنقيبات الأثرية وجد ان بعض الالواح كتب عليها مفردات لمناهج دراسية تشمل مادتها معظم الفروع المعرفية علمية وادبية و ادارية واقتصادية وغيرها ، كما وجد الواح طينية اخرى تحوي تمارين مكتوبة من قبل الطلاب كجزء من واجب يومي والتي تتراوح بين كتابة الطلاب المبتدئين وكتابة الطلاب الذين أوشكوا على التخرج .
كانت اهداف المدرسة السومرية في بدايتها تقتصر على تعليم اللغة السومرية لموظفين يعملون في دواوين الدولة وفي المعابد وكانت خاضعة لسلطة المعبد ثم تحولت الى مدارس مدنية يدفع الطلاب اجور الدراسة فيها والتي تدفع كمرتبات للمدرسين لذلك كان التعليم مقتصراً على ابناء الاغنياء فقط . ثم تطورت المدارس واصبحت مراكز للعلم والثقافة تُدَرس فيها مختلف فروع المعرفة كاللاهوت واللغة وعلم النبات وعلم الحيوان والجغرافية والرياضيات وغيرها من العلوم والتي تخرج منها علماء وباحثون في مختلف فروع المعرفة واللذين قاموا بتطوير تلك المعارف .
كان للمدرسة السومرية نظامها الخاص فكان على رأس المدرسة شخص يطلق عليه (اوميا) والتي تعني الخبير او العارف، وشخص يطلق عليه (ادا ادوبا) والتي تعني مسؤول الفصول ، اما المدرسون فيسمون كل حسب اختصاصه فمثلاً (طوبشار نشدا) أي استاذ الرياضيات و(طوبشار اشاكا) اي استاذ الهندسة و( طوبشار كنكيرا) أي استاذ اللغة السومرية والذي له موقع متميز بالمدرسة . كانت المدرسة السومرية تعلم الطلاب اللغة السومرية والتي صنفت الى فئات كل فئة تتألف من مفردات ومقاطع ذات علاقة مع بعضها ، كما يوجد في المدرسة نوعين من الدراسة علمية وادبية، فالدراسة العلمية كانت الالواح الطينية تحوي قوائم بأسماء الاشجار والنباتات وانواع الحيوانات واسماء المدن والقرى واسماء الاحجار والمعادن وغيرها من العلوم . كما وجدت الواح طينية اخرى تحوي مسائل رياضية مع حلولها ، كما وجدت الواح طينية اخرى تحوي قواميس (سومرية – أكدية) بعد ان اصبحت اللغة الأكدية هي اللغة الدبلوماسية والتجارية في الشرق الادنى والتي تعتبر من اقدم القواميس التي عرفها الانسان . اما الدراسات الادبية فكانت تتضمن ملاحم شعرية تمجد أعمال الالهة والابطال مثل ملحمة جلجامش وقصائد شعرية وجدانية وقصائد تحوي الحكم والامثال وقصص دينية وقصص الحيوانات .
الخميس، 17 ديسمبر 2015
جذور الفن السومري / تماثيل كوديا تحتل مكانتها بين فنون العالم
كوديا الشخصية السومرية التي تتمتع بالحكمة والحلم والإرادة الناجحة لدولة ( لكش) ، هو ثاني ملوك السلالة السومرية الثانية ( 2164 ـ 2111 ق.م ) التي حكمت ( لكش ) ، وحكمه من ( 2144 ـ 2124 ق.م ) ودام خمس عشرة سنة ، أمير ( باتسي ) هكذا كان يرغب أو هكذا أوحت له حكمته وسياسته بأن لا يغيض ( الكوتيين ) المحتلين الذين سيطروا على بلاد سومر ، حتى يظفر بنوع من الاستقلال وفعلا تركوه وشأنه شبه مستقل في دولة ( لكش ) أو هو آثر ان يتبع سيرة حكام السلالة الأولى الذين لقبوا أنفسهم بالأمير ( باتسي ) ، لقد ولد عن طريق طقس الزواج المقدس ، هذا الطقس الذي يتم بين كاهنة من الدرجة العليا تقوم فيه بتمثيل دور آلهة الخصوبة وبين كاهن يقوم بتمثيل دور إله الخصب .
التفت ( كوديا ) إلى مدينة لكش وعمرها وحولها إلى مركز حضاري لا ينافس ، حيث بث فيها القصور والمعابد والمرافق ذات النفع العام ، وكل هذه الأماكن البارزة في المدينة ملئت بنتاجات فنية وعلى الأخص بتماثيله ، فالعدد المعروض الآن في أشهر متاحف العالم ( متحف اللوفر ) هي تزيد على ثلاثين تمثالا تتطاول مع فنون العالم القديم والحديث ،وهي تمثل أروع الأعمال العراقية في تلك الفترة حيث تمتلك اسلوبا متفردا يتكأ على ضفاف الواقعية في العهد السومري الحديث ، إنها تؤلف كيانا واضحا أكثر تأثيرا من أي نحت مجسم في تلك الفترة ، وكان هذا العمل الرائع بأمر شخصي من الأمير ( كوديا ) وفي مدينة ( لكش ) بالذات .
إن العصر السومري الحديث يفتخر بانجازه العمارة إلى جانب منحوتات مدينة ( لكش ) التي سيطرت على المنطقة برمتها بل على القرن كله ، لذا يبقى تاريخ الفن مدين لهذا الرجل الحكيم المسالم الذي شجع الفنون والآداب ورعاها رعاية مباشرة ، كما يفتخر متحف اللوفر باحتوائه على مجموعة كوديا الجميلة التي يمتلكها ، هذه النتاجات التي انجزت بشكل جميل على حجر ( الديورايت ) وحجر ( الدولرايت ) وهما ذات صلابة غير اعتيادية ، وقد فضل كوديا هذا الحجر على ( اللازورد ) واستورد الكثير من مدينة ( مكّان ) وهذا وصف ذكرهفي كتاباته عن هذا الحجر يوضح اعجابه الكبير بنوعيته حيث قال : (( إن هذا التمثال ليس مصنوعا من معدن ثمين ولا من حجر ( اللازورد ) ولا من النحاس ولا من الزنك وليس من البرونز ، لا يستطيع أحد تثمينه ، إنه من حجر ( الديورايت ) )) ( الأمير كوديا ـ د. فوز رشيد ) .
لقد واجه النحاتون السومريون صلابة هذه الأحجار التي تظهر تحديها لهم وهم لم يجربوها سابقا ، لذا أبدوا شجاعة وقوة ومهارة باخضاعها إلى أزاميلهم ومطارقهم ، يدفعهم إخلاصهم وحماسهم إلى أميرهم الذي يحمل صفات الألوهية لأنه جاء من ثمرة الزواج المقدس ، لذلك خرجت هذه التماثيل وهي تمتلك قوة روحية تعبدية ووقار ملكي ، لقد صمم هؤلاء المبدعون السومريون أن يصلوا بتماثيل كوديا إلى هذه الميزات وخاصة التعبد الروحي .التفت ( كوديا ) إلى مدينة لكش وعمرها وحولها إلى مركز حضاري لا ينافس ، حيث بث فيها القصور والمعابد والمرافق ذات النفع العام ، وكل هذه الأماكن البارزة في المدينة ملئت بنتاجات فنية وعلى الأخص بتماثيله ، فالعدد المعروض الآن في أشهر متاحف العالم ( متحف اللوفر ) هي تزيد على ثلاثين تمثالا تتطاول مع فنون العالم القديم والحديث ،وهي تمثل أروع الأعمال العراقية في تلك الفترة حيث تمتلك اسلوبا متفردا يتكأ على ضفاف الواقعية في العهد السومري الحديث ، إنها تؤلف كيانا واضحا أكثر تأثيرا من أي نحت مجسم في تلك الفترة ، وكان هذا العمل الرائع بأمر شخصي من الأمير ( كوديا ) وفي مدينة ( لكش ) بالذات .
إن العصر السومري الحديث يفتخر بانجازه العمارة إلى جانب منحوتات مدينة ( لكش ) التي سيطرت على المنطقة برمتها بل على القرن كله ، لذا يبقى تاريخ الفن مدين لهذا الرجل الحكيم المسالم الذي شجع الفنون والآداب ورعاها رعاية مباشرة ، كما يفتخر متحف اللوفر باحتوائه على مجموعة كوديا الجميلة التي يمتلكها ، هذه النتاجات التي انجزت بشكل جميل على حجر ( الديورايت ) وحجر ( الدولرايت ) وهما ذات صلابة غير اعتيادية ، وقد فضل كوديا هذا الحجر على ( اللازورد ) واستورد الكثير من مدينة ( مكّان ) وهذا وصف ذكرهفي كتاباته عن هذا الحجر يوضح اعجابه الكبير بنوعيته حيث قال : (( إن هذا التمثال ليس مصنوعا من معدن ثمين ولا من حجر ( اللازورد ) ولا من النحاس ولا من الزنك وليس من البرونز ، لا يستطيع أحد تثمينه ، إنه من حجر ( الديورايت ) )) ( الأمير كوديا ـ د. فوز رشيد ) .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)