اول مدرسة في التاريخ
تعتبر حضارة وادي الرافدين من اقدم الحضارات التي عرفتها البشرية ففيها سنت اول شريعة للبشرية وفيها خط اول حرف وفيها اخترعت اول عجلة وفيها انشأت اول مدرسة .
أن الالواح الطينية التي استخرجت من تحت الارض في جنوب العراق تعتبر من الوثائق السومرية التي كتبت قبل 5000 عام والتي اظهرت ان اول مدرسة أنشأت في التاريخ كانت في بلاد ما بين النهرين من قبل السومريون وهم اول الاقوام التي عرفت الكتابة وطوروها والتي اعتبرت الثمرة الاولى لتأسيس المدرسة السومرية وهي من اعظم انجازات الحضارة البشرية منذ قرون .
من الالواح الطينية التي عثر عليها اثناء التنقيبات الأثرية وجد ان بعض الالواح كتب عليها مفردات لمناهج دراسية تشمل مادتها معظم الفروع المعرفية علمية وادبية و ادارية واقتصادية وغيرها ، كما وجد الواح طينية اخرى تحوي تمارين مكتوبة من قبل الطلاب كجزء من واجب يومي والتي تتراوح بين كتابة الطلاب المبتدئين وكتابة الطلاب الذين أوشكوا على التخرج .
كانت اهداف المدرسة السومرية في بدايتها تقتصر على تعليم اللغة السومرية لموظفين يعملون في دواوين الدولة وفي المعابد وكانت خاضعة لسلطة المعبد ثم تحولت الى مدارس مدنية يدفع الطلاب اجور الدراسة فيها والتي تدفع كمرتبات للمدرسين لذلك كان التعليم مقتصراً على ابناء الاغنياء فقط . ثم تطورت المدارس واصبحت مراكز للعلم والثقافة تُدَرس فيها مختلف فروع المعرفة كاللاهوت واللغة وعلم النبات وعلم الحيوان والجغرافية والرياضيات وغيرها من العلوم والتي تخرج منها علماء وباحثون في مختلف فروع المعرفة واللذين قاموا بتطوير تلك المعارف .
كان للمدرسة السومرية نظامها الخاص فكان على رأس المدرسة شخص يطلق عليه (اوميا) والتي تعني الخبير او العارف، وشخص يطلق عليه (ادا ادوبا) والتي تعني مسؤول الفصول ، اما المدرسون فيسمون كل حسب اختصاصه فمثلاً (طوبشار نشدا) أي استاذ الرياضيات و(طوبشار اشاكا) اي استاذ الهندسة و( طوبشار كنكيرا) أي استاذ اللغة السومرية والذي له موقع متميز بالمدرسة . كانت المدرسة السومرية تعلم الطلاب اللغة السومرية والتي صنفت الى فئات كل فئة تتألف من مفردات ومقاطع ذات علاقة مع بعضها ، كما يوجد في المدرسة نوعين من الدراسة علمية وادبية، فالدراسة العلمية كانت الالواح الطينية تحوي قوائم بأسماء الاشجار والنباتات وانواع الحيوانات واسماء المدن والقرى واسماء الاحجار والمعادن وغيرها من العلوم . كما وجدت الواح طينية اخرى تحوي مسائل رياضية مع حلولها ، كما وجدت الواح طينية اخرى تحوي قواميس (سومرية – أكدية) بعد ان اصبحت اللغة الأكدية هي اللغة الدبلوماسية والتجارية في الشرق الادنى والتي تعتبر من اقدم القواميس التي عرفها الانسان . اما الدراسات الادبية فكانت تتضمن ملاحم شعرية تمجد أعمال الالهة والابطال مثل ملحمة جلجامش وقصائد شعرية وجدانية وقصائد تحوي الحكم والامثال وقصص دينية وقصص الحيوانات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق